نصائح في 3ds max



1-قبل أن تبدأ :
 ربما حدث لك يوماً أن فتحت البرنامج وجلست عدة دقائق تفكر ماذا ستعمل وكيف ستبدأ بل قد تبدأ بالتصميم فعلا ثم تشعر بعدم الرضا عن عملك فتمسحه وتبدأ بالعمل من جديد وقد تفعل ذلك عدة مرات حتى تصاب بالإحباط .لا تقلق فهذا شيء طبيعي والسبب هو أنك لا تعرف من أين تبدأ وبماذا وكيف , ونصيحتي لك أن تقوم بترتيب أفكارك والتخطيط لما ستعمل قبل فتح البرنامج وأن تتخيل بعقلك ما ستقوم
بتصميمه من كافة الجوانب والأبعاد كأنك تراه بعينيك وترسمه بعقلك قبل أن تعمله بيدك على البرنامج .
ومن المستحسن أن تمسك بورقة وقلم وترسم ماستقوم بعمله على الورقة بشكل مبسط (story board) ومن كل الأبعاد حتى لو كان توضيح للحدود فقط دون عمل التفاصيل وذلك لتكوَِِِِِِِن فكرة مبدئية وبسيطة للعمل المراد تصميمه ولكي تسير على طريق واضح وميسر دون عشوائية في التنفيذ .
هذه الطريقة مفيده إذا كان تصميمك يحتوي على أجسام هندسية ولها زوايا حادة وخشنة كأن يكون منزل أو أثاث غرفة أو أي جسم له حدود مضلعة غير منحنية ثم تقوم بعد ذلك بالعمل على البرنامج معتمداً على ما رسمته بيدك وتضيف إليه التفاصيل والمكملات المطلوبة .

وتفيدك هذه الطريقة أيضا في ترتيب عملك وجعله عدد من المراحل والخطوات مما يؤدي إلى عدم تشتت أفكارك بل بالعكس سيتفتح ذهنك إلى أفكار وابتكارات جديدة تضفي المزيد من الجمال على عملك .ولو تلاحظ بعض الألعاب ثلاثية الأبعاد تجد أنها تحتوي على معرض صور ولقطات لشخصيات اللعبة أو لبيئتها وأجسامها الهندسية مرسومة يدوياً ومن زوايا مختلفة , ولا شك أن المصممين يعتمدون عليها بشكل أساسي في رسم الشخصيات وبناء اللعبة عموما. وهذا يدل على براعتهم وتنظيمهم لأعمالهم لكي تخرج لنا هذه الألعاب على درجة عالية من الكفاءة الرسومية وبالشكل الجميل الذي نراه بين أيدينا.

2- اصقل موهبتك :
كلاً منا مرت عليه بعض التصاميم التي يحتار في الحكم عليها فهي جميلة ومتميزة من ناحية العمل ككل ولكن لو تلاحظ الأجسام والأشكال الموجودة فيها تجدها مجرد أشكال بسيطة وعادية لا تستحق كل هذا الانبهار حتى تظن أن مصممها لم يتعب عليها وربما لم تستغرق في عملها سوى دقائق معدودة .وفي المقابل قد نرى بعض الأعمال التي لا تشدنا كثيراًً ولا تجذبنا
لرؤيتها فنمرعليها مرور الكرام مع أننا لو أمعنا النظر ودققنا فيها لوجدنا أن صاحبها قد بذل فيها كل ما يملك من خبرة واستخدم معرفته بكل خفايا الماكس وأسراره لعملها فتجد الأشكال العجيبة والتفاصيل الصعبة ومع كل هذا لم تحرك فينا ساكنا لأنه وللأسف لم يبحث عن مكامن الأبداع في تصميمه ولم يحاول
ولو محاولة أن يستخدم عنصر الابتكار .

إذن فنحن أما حالتين متعاكستين كل منهما ينقصه عنصر الآخر, ولذلك فإن الموهبة والمعرفة مكملان لبعضهما و لا يمكن أن ينفصلا ولكن الموهبة أولاً ثم المعرفة لأن الموهبة مشتقة من الهبة فهي هبة من الخالق عز وجل لا يمكن تعلمها واكتسابها من العدم وإنما يمكن تنميتها وصقلها بالمعرفة وعلى هذا فالحالة الأولى وليست الثانية هي التي يجب أن نهتم بها فلو أدرك هذا الشخص ما هو بحاجة إليه فعلاً إلى جانب موهبته وقام بتنمية مهاراته في البرنامج ومعرفة خصائصه ومزاياه وأتقانه تماما لأصبح ذلك نوراً على نور ولرأيت من الأعمال ما لا تستطيع أن تغمض عينيك عنه. 
3- ماذا تصمم :
 لو طلبت منك أن تصمم لوحة مفاتيحك (الكيبورد )التي بين يديك الآن ستجد أنك تجيد ذلك تماماً ولا تحتاج للنظر إليها أبداً لأنك ببساطة قد اعتدت على رؤيتها دائما فصورتها قد انحفرت في ذهنك وعندما ترسمها ستتفنن في عمل تفاصيلها وملامحها بكل سهولة .ولكن لو طلبت منك أن ترسم منظراً خارجياً لمنزل ذي طراز يوناني كلاسيكي! ..لا أظنك ستقوم بذلك لأنك لم تره ربما إلا في بعض الصور المتفرقة البسيطة ولم تشاهده على الطبيعة ولو رسمته فعلاً ربما تفشل في تصميم كامل تفاصيله وإعطائه نكهته اليونانية العريقة (طبعاً مالم تكن تملك صورة وتقوم بنسخها نسخة طبق الأصل فهنا قد اعتمدت على الصورة كلياًً ولم تضف شيئاً من عندك) .

إذاًً فتصميمك لا بد وأن يكون من بيئتك المحلية ومن أشياء قد استمرأت عيناك الرؤية إليها دوماً . وقد تقول أننا في عصر أصبحت فيه الدنيا قرية صغيرة فلم تترك لنا الكاميرات شيئاً في مشارق الأرض ومغاربها إلا صورته لنا ونقلته إلينا فكل شيء يمكنني أن أراه وكأنه أمامي , أقول لك أن هذا غير مجدٍ فمهما رأيت من صور لن تكون كرؤيتك بعينك المجردة لأنك عندما ترى شيئاً أمامك و بأم عينك تختزن صورته في ذهنك مرتبطة بروابط ذهنة كثيرة (كشعورك عند رؤية هذا الشيء وحالتك النفسية والجو المحيط بك ...إلخ) ولذلك سيكون استيعابك له بدرجة أكبر, وعندما تريد أن تصمم هذا الشيء ستجد أن عقلك الباطن يمدك بالعديد من الصور المتعلقة به فتستلهم طريقة عملك من هذه الصور وتسير على ضوئها .

وإذا كانت لديك بعض الأعمال والتصاميم الخاصة فألق نظرة عليها وستجد أنها مناظر ليست بالغريبة عنك ودائما ما تشاهدها على أرض الواقع . بل قد تعرف بعض المعلومات عن المصمم بمجرد أن ترى أعماله على طريقة (أرني تصميمك أقل لك من أنت ...! ) فتتعرف على المصمم الياباني مثلاً عندما ترى طريقة رسمه للشخصيات ,وإذا رأيت تصميماً جميلاً يحاكي بيئة ثلجية وباردة تعرف أن مصممه قد اعتاد على هذه المناظر إن لم يكن يعيش في وسطها.

وقد استوقفني مرة أثناء تجولي في معارض الجرافيكس وبالتحديد في معرض موقع (3d artists) مصمم إسرائيلي من بين المصممين الموجودين ولما دخلت إلى الرابط لرؤية أعماله وجدتها أعمالاً حربية وعسكرية بمعنى الكلمةومع أنها لم تكن سوى عملين اثنين إلا أنها كانت كافية لإعطاء صورة لابأس بها عن بيئة هذا المصمم وطبيعة الأشياء الموجودة حوله دائماً , وبكل إنصاف فقد أتقن عملها وتفنن في تفاصيلها بكل جدارة , كيف لا وهي همه الأكبر وشغله الشاغل .

وأخيراً لا أنكر أن هناك من المصممين (ما شاء الله لا قوة إلا بالله )من يملك ذكاءً كبيراً وخيالاً خصباً فتجده عندما يرى عدداً من الصور لبيئة ما يدخل إلى واقعها ويعيش في جوها ويفهمها ويستوعبها تماماً بل ويستطيع أن يتخيل ويركب في عقله الجوانب الغير مرئية منها وعندما يريد أن يصممها لا يجد صعوبة في جعلها عملاً متميزاً حتى ولو كان هو لا ينتمي إلى تلك البيئة ولم يتأقلم مع مناظرها .

4- اخترالطريقة المناسبة :
 لعل من أهم ما يميز الحاسوب بشكل عام هو توفر طرق وأساليب عديدة لعمل مهمة واحدة فلو سألتك مثلاً كيف تستطيع أن تحذف ملفاً أو تنسخ مجلداً ستجد أكثر من طريقة لعمل ذلك . 

وإذا تحدثنا عن هذه الميزة في برامج الجرافيكس الثلاثية الأبعاد فإنها تكون مختلفة عنها في التطبيقات الحاسوبية الأخرى لأن تعدد الطرق للوصول إلى هدف معين في البرامج الأخرى غير الجرافيكسية ليس سوى تعدد في الإجراءات وفي طريقة إعطاء الأمر للحاسب بينما في برامج الجرافيكس تكون هذه الإجراءات رسومية بحته وهذا ما يجعلها تتعدد بصورة أكبر مما يسبب لك بعض الحيرة أحياناً في اختيار الطريقة الأنسب 

لا شك أنه كلما تعلمت على البرنامج أكثر كلما كانت لديك مجموعة كبيرة من الطرق وبالتالي توفرت لديك الخيارات بشكل أكبر لاختيار الطريقة الأنسب من بين تلك الطرق , ولذلك فالمتقدمين في برنامج الماكس لا يجدون صعوبة في تركيب الأحسام بالصورة الصحيحة لأنهم يختارون في تصاميمهم الطرق المناسبة حسب رؤيتهم بينما المبتدئين قد يكلفهم عمل جسم ما الكثير من الوقت والجهد ومع ذلك عندما يريدون إجراء بعض التعديلات لا يتمكنوا من ذلك لأنهم لم يستخدموا الطريقة المناسبة لعمل مثل هذا الجسم .

وبالنسبة لتجربتي الشخصية فقد كنت أعتقد أن الأجسام المعقدة يتم بناؤها دائماً بطريقة واحدة وهي تحويل الأجسام الأساسية (مكعب ,كرة , ... ) إلى مضلعات قابلة للتعديل (editable poly أوeditable mesh) ومن ثم تجرى التعديلات عليها لتصميم الشكل المطلوب ولكن علمت بعد ذلك أن هناك طرقاً أخرى قد تكون أسهل في الإستخدام وأنسب حسب حالة الجسم وتركيبه ويمكن إجراء التعديلات عليها بشكل أسهل ( وإن كانت طريقة المضلعات هي الأكثر شيوعاً بين المصممين نظراً للمرونة الكبيرة التي توفرها )...,

ولو تشاهد بعض الدروس في 3ds max tutorials وخصوصاً دروس التشكيل أوالنمذجة (modeling) مثل درس الهاتف تستطيع أن تطبق هذا الدرس بطرق متعددة غير الطريقة المذكورة ولعل هذا مما يميز برامج الجرافيكس الضخمة مثل الماكس فكلما تعددت إمكانات البرنامج ووظائفه كلما كانت هناك فرصة أكبر للمصمم في ابتكار طرق جديدة أساليب ملتوية لعمل أعمال متعددة .

لذلك عندما تشاهد الدروس التي يقدمها المصممون في المواقع المختلفة ستلاحظ أن بعضها يشرح تصميم شيء معين واحد ولكنها بالتأكيد تتفاوت في كفائتها وجودتها كلٌ حسب أسلوبه الخاص, بل قد تجد بعض المصممين يشرح لك طريقة تصميم معين لم تكن تتوقع أن برنانامج الماكس بإمكانه عمل مثل هذا التصميم ولكن المصمم بذكائه وخبرته استطاع أن يتحايل على البرنامج ويطوعه لعمل أشياء لم يكن في حسبان المنتجين لهذا البرنامج أنه يمكن عملها.
5- فلسفة الواقع والخيال :
 ألم تسأل نفسك مرة مالفائدة من برنامج الماكس وبرامج الجرافيكس الثلاثية الأبعاد الأخرى ؟!.....هل هي لمحاكاة الواقع لكي نشعر وكأننا نعيش ذلك الواقع الذي رسمناه ...ولكن مالفائدة من رسم الواقع ونحن قد مللنا العيش فيه أصلاً . أعني ( مع احترامي الشديد ) مالفائدة من رسم سيارة أو منظرطبيعي ونحن نرى يومياً المئات من السيارات والمناظر الطبيعية المشابهة فلن تضيف لنا هذه الرسومات شيئاً ولن تبهر عيوننا .

إذاً فالفائدة هي رسم الخيال لكي نشعر أننا قد هربنا من واقعنا ونعيش في عالم آخر ...ولكن مالفائدة من الخيال إذا لم يكن باستطاعتنا أن نفهمه ونحس به ونعيشه حقاً على أرض الواقع , أي أن يكون له معنى حقيقي نفهمه ونشعر به لو كان واقعاً , ولو كانت الفائدة هي فعلاً رسم الخيال فلماذا نحتاج أصلاً لتلك البرامج الضخمة لرسمه فلن تفيدنا فيها خاصية الأبعاد الثلاثية والخصائص الأخرى التي تقرب محاكاة الواقع فنحن نريد الخيال فقط لا الواقع ولو رأينا إلى هذه البرامج سنجد أن كل ميزة ووظيفة تقدمها وكل إضافة يضيفها المتجون لها في النسخ والإصدارات الجديدة تصب في هدف واحد وهو القرب من الواقع ....إذا فما الحل .

في اعتقادي أن الخيال والواقع قطبان متباعدان متى مااستطعت أن تقف في منتصف المسافة بينهما تكون قد حققت أعلى درجات الجودة في عملك ومتى ما انجذبت قليلاً إلى أحدهما ستقلل من جودة عملك حتى تصل إلى الخيال التام الغير مفهوم أو إلى الواقع التام الممل.

دعني أشرح لك بصيغة أخرى ..... إذا كنت من هواة الألعاب فأيهما أفضل بالنسبة لك الأنواع القديمة منها والتي تتكون من رسوم باهته وأصوات وحركات بسيطة أم الأنواع االجديدة ذات الرسوم المتطورة والمميزات شبه الواقعية؟.. , بالتأكيد أن النوع الثاني هو الأفضل (وطبعاً هناك عوامل أخرى للمقارنة لا تهمنا هنا) لأنك تشعر بأنها أقرب إلى الواقع فتحس بإثارة ومتعة أكبر عندما تفجر دبابة أو تقود سيارة مثلاً , بينما الأنواع القديمة لا تستطيع أن تقنع نفسك بأنها قريبة من الواقع لأن رسومها البسيطة والثنائية الأبعاد لاتوحي بذلك ولا تشعر معها بالواقعية .

إذاً فالهدف الذي سعى له مبرمجو برامج الجرافيكس والغرض الذي أنتجوها من أجله ليس محاكاة الواقع فحسب إنما نقل هذا الواقع إلى البيئة الحاسوبية وإجراء التغييرات الخيالية عليه التي لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع أو ربما تكون مكلفة أو مضرة جداً إذا عملت في الواقع كتفجير دبابة حقيقي أو الاصطدام بسيارة حقيقية بينما لايكلفك ذلك في اللعبة سوى ضغطة زر وإعادة اللعبة من جديد......

خلاصة القول..أن تصميمك يجب أن يحتوي على كلا هذين العنصرين (الواقع والخيال) وأن تمزج بينهما بطريقتك الخاصة حسب فكرة التصميم
أما كيف تستكشف عندما ترى تصاميم الآخرين هل أتقن المصمم عمله أم لا أقول لك إذا رأيت تصميماً وحكمت عليه في البداية أنه صورة واقعية ثم ترى 
فيه بعد برهة شيئاً مستحيلاً وخياليا لتعرف أنه مرسوم فاعلم أن هذا التصميم هو الذي يجب أن يشار إليه وإلى مصممه بالبنان.

وختاماً ...أرجو أن أكون وفقت في شرح هذه الأفكار وإيصالها إليك بعبارات مفهومة وأسلوب مبسط ولو تلاحظ أنني ركزت على نوع واحد من رسوم الجرافيكس وهو الصور الثابتة ولم أتطرق للحديث عن الرسوم المتحركة والأنيميشن وما أدراك مالأنيميشن لأنه يحتاج إلى شرح واسع وتفصيل طويل ودخول في متاهات شاسعة للحديث عن كل جوانبه فلا أظنني أجيد كل ذلك .......





TOP